إذن القرآن نزل من عند الله، من الله، وهو -تعالى- في العلو، كما تقدم ذكر الأدلة على علوه، وذكر الأدلة على أن القرآن كلامه، فهذه الآيات التي فيها الإخبار عن نزول القرآن من الله، تؤكد الأمرين جميعا، تؤكد أن القرآن كلام الله، وأن الله -تعالى- له العلو فوق جميع مخلوقاته.
إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
وقوله -تعالى-: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) } [1] .
وقوله: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) } [2] .
وقوله: {* لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [3] .
وقوله: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) } [4] .
وهذا الباب في كتاب الله كثير، من تدبر القرآن طالبا للهدى منه، تبين له طريق الحق.
وهذه الآيات ختم بها المؤلف -رحمه الله- ما أورده من النصوص القرآنية الدالة على إثبات صفات الرب -سبحانه وتعالى- وهي النصوص الدالة على إثبات الرؤية له تعالى.
يعني: رؤية العباد له، وهذه مسألة كبيرة -أيضا- ضل فيها كثير من الطوائف، ووفق الله للحق فيها وغيرها أهل السنة والجماعة، مسألة الرؤية، وهي داخلة في مسائل الصفات، فهي داخلة في باب صفات الرب، هل الله يرى أو لا يرى؟ يقول المعطلة: إنه -تعالى- لا يرى. وأهل السنة والجماعة يؤمنون بما دل عليه الكتاب والسنة: من أنه -تعالى- يرى، يرى بالإبصار، يراه من شاء من عباده. [1] - سورة القيامة آية: 22-23. [2] - سورة المطففين آية: 23. [3] - سورة يونس آية: 26. [4] - سورة ق آية: 35.