وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية، والقدرية وغيرهم، وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم، وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية، وفي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الرافضة والخوارج.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
ذكرت في الليلة الماضية أن ما أورده الشيخ -رحمه الله- من الأحاديث المشتملة على بعض صفات الرب -سبحانه وتعالى- منها ما دل على مثل ما دل عليه القرآن: كالتكليم، والعلو، والمعية، والسمع، والرؤية، وبعض الأسماء: كالأول، والآخر، والظاهر، والباطن، والسميع: " إنكم لا تدعون أصم ولا غائب، وإنما تدعون سميعا قريبا، فهو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته " وهو الحديث ما قبل الأخير.
ومنها أحاديث دلت على صفات لم يأت ذكر لها في القرآن، وذكرتها: النزول، الفرح، الضحك، القدم، الرجل، نعم.
وآخر هذه الأحاديث هو حديث الرؤية، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - " إنكم سترون ربكم كما ترون القمر " لا تضامُون، أو لا تَضَامُّون، أو لا تُضارون في رؤيته، وكذلك قال -عليه الصلاة والسلام-: " وكما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس -صلاة الفجر- وصلاة قبل غروبها -وهي العصر- فافعلوا ".
ونلاحظ أن الشيخ ختم أحاديث الصفات بحديث الرؤية، كما ختم ما أورده وذكره من آيات الصفات -يعني الأسماء والصفات- بالآيات الدالة على رؤية الرب، ندرك أن الشيخ -يعني- متعمد لهذا الترتيب، وكأنه إشارة إلى أن الرؤية هي التي ينتظرها المؤمنون، وهي محققة للمؤمنين الذين آمنوا بالله، وبما أخبر به في كتابه، وأخبر به رسوله، وما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله.