ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه؛ فإنه -سبحانه وتعالى- لا سَميَّ له، ولا نِد له، ولا كفو له، وهذا كله منفي في كتابه {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) } [1] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد [4] } [2] {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) } [3] .
والسمي والكفو والند ألفاظ متقاربة، كلها تفسر بالمثيل والنظير، فهو -سبحانه وتعالى- لا مثيل له من خلقه، ولا نظير له من خلقه، لا سمي، ولا كفؤ، ولا ند، ولا يقاس بخلقه -سبحانه وتعالى-.
وهو أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه، هو أعلم بنفسه، نعم، كما قال المسيح -عليه السلام-: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) } [4] فهو أعلم بنفسه.
فالعباد لا سبيل لهم إلى معرفة أسمائه وصفاته إلا ببيانه وتعريفه وتعليله سبحانه، فهو أعلم بنفسه وبغيره، نعم هو أعلم؛ لأن علمه محيط بكل شيء، وهو تعالى أصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) } [5] {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) } [6] .
فإذا كان تعالى هو أعلم بنفسه، وهو أصدق الصادقين، فكيف يُكَذَّب ما أخبر به في كتابه وعلى لسان رسوله؟ كيف لا يُثْبَت ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله؟. [1] - سورة مريم آية: 65. [2] - سورة الإخلاص آية: 4. [3] - سورة البقرة آية: 22. [4] - سورة المائدة آية: 116. [5] - سورة النساء آية: 122. [6] - سورة النساء آية: 87.