وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه حيث يقول: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} (1)
من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
بعدما ذكر الشيخ -رحمه الله- ما يجب في صفاته تعالى، وأن الواجب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله، وأن هذا من الإيمان بالله، وأن هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة.
فمن طريقة أهل السنة والجماعة، أو طريقة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات أن يصفوا الله بما وصف به نفسه، أو صفه به رسوله، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فلا ينفون ما وصف الله به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يشبهون صفاته بصفات خلقه.
هذا هو منهجهم: يثبتون ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله، وينفون عنه ما نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسوله، إثباتا بلا تشبيه، وتنزيها بلا تعطيل، ويعتمدون في ذلك على كتاب الله، وما بيّنه -سبحانه وتعالى-، يعتمدون في ذلك على الكتاب إيمانا بالله، وإيمانا بكتابه.
ولهذا قال الأئمة في بعض الصفات: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب.
إن الإيمان به هو حقيقة تصديق الله، وتصديق رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو مقتضى الإيمان بالله ورسوله وكتابه.
يقول الشيخ بعدما ذكر هذا: "ثم رسله صادقون مصدقون": الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم جاءوا -في باب الأسماء والصفات وغيره- جاءوا بالحق المبين، فقولهم هو الحق، وما جاءوا به هو الحق الذي يجب الإيمان به والالتزام به.
(1) - سورة البقرة آية: 255.