وقد قال عليه الصلاة والسلام: " من نُوقِشَ الحساب عُذِّب، فقالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أليس الله يقول: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) } [1] {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) } [2] قال: إنما ذلك العرض " عرض الأعمال.
حساب المؤمن الذي غفر الله له ذنوبه، حسابه إنما هو عرض أعماله؛ ولهذا يسترشد إلى هذا بقوله: ويخلو الله -تعالى- بعبده المؤمن، يحاسب الله الخلائق، ويخلو بعبده المؤمن، يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه، ويخلو بعبده يقرره بذنوبه إلى آخره كما وصف ذلك في الكتاب والسنة.
وهو لا يعني هذه الكلمة عامة يعني إشارة إلى دليل قوله: "ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن" فمن أمور الحساب ما دل عليه القرآن، فذكر الآيات التي ذكرتها، ومنها ما دلت عليه السنة، وفي الفقرة الثانية إنما جاءت به السنة فالرسول أخبر أن الله يخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه، ثم يغفرها له يقرره بها ويغفرها له يقول: " سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم " أو كما جاء في الحديث.
وأما الكفار، يقول الشيخ: فإنها لا توزن أعمالهم، لا توزن أعمالهم كما توزن من له حسنات وسيئات، وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته؛ لأنه لا حسنات لهم، ليس لهم حسنات؛ فلهذا لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته؛ لأن الحسنات والسيئات توزن أعماله؛ فقد ترجح الحسنات؛ وقد ترجح السيئات، فيستوجب العذاب إذا رجحت سيئاته على حسناته.
فالكفار، يقول الشيخ: لا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته، بل تحصى أعمالهم فيوقفون عليها، ويقرون بها ويجزون بها، وكأن هذه العبارة تُشْعِر بأن أعمالهم لا توزن. [1] - سورة الانشقاق آية: 7. [2] - سورة الانشقاق آية: 8.