إلى آخر ما جاء في حديث الشفاعة الطويل المتواتر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فينتهي الناس إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فيقول: " أنا لها فيذهب فيسجد يقول: فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا فيسجد ويحمد ربه بمحامد يعلمها ويفتح الله بها عليه فيقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط واشفع تُشَفَّع ".
هذه الشفاعة الكبرى التي يتراجع عنها الأنبياء، ويتقدم لها نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- بعظيم منزلته عند ربه.
والشفاعة الثانية شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، ويجري نحو ما جرى من تدافع وتراجع الأنبياء عن الشفاعة في ذلك، فيشفع أيضا لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وفي كل ذلك إظهار لشرفه - صلى الله عليه وسلم - وإعلاء لقدره، وإظهار لكرمه على ربه.
والثالثة: الشفاعة في أهل الكبائر فيشفع فيمن استحق النار ألا يدخلها ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها، وهذه الشفاعة تكون لغيره من الأنبياء والصديقين والصالحين والملائكة، يشفع الملائكة، يشفع الأنبياء، ويشفع المؤمنون يعني فيمن دخل النار، أو استحق دخول النار.
وهذه الشفاعة في أهل الكبائر، هذه الشفاعة التي ينكرها أهل البدع المعتزلة ينكرون هذه الشفاعة والخوارج؛ لأن ذلك يناقض أصلهم، وتقدم أن الخوارج والمعتزلة من أصولهم أن أهل الكبائر لا بد لهم من دخول النار، والخلود فيها هذه تمنع الشفاعة كما تمنع الشفاعة في المشركين تمنع هذا حق {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) } [1] مشركون {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) } [2] .
عند الخوارج والمعتزلة أن مرتكب الكبيرة كذلك لا تنفعه شفاعة الشافعين، وأهل السنة والجماعة يؤمنون بهذا كله، ويثبتون هذه الشفاعة للنبي -عليه الصلاة والسلام- وغيرها، لكن هذه أهمها وأبرزها. [1] - سورة غافر آية: 18. [2] - سورة المدثر آية: 48.