وهذه الفرقة هم درجات ليسوا على مرتبة واحدة، أهل السنة ليسوا على مرتبة واحدة، بل هم على مراتب كثيرة، طبقات الأولياء إجمالاً طبقتان: الأولياء طبقتان: مقربون، وأصحاب يمين، أو سابقون، ومقتصدون.
فالمقربون السابقون هم الذين فعلوا الفرائض، فعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات، وفضول المباحات.
والمقتصدون نعم، هم الذين أدوا الواجبات واجتنبوا المحرمات، هؤلاء هم المقتصدون، أولياء الله هم طبقة مقربون وأبرار أو إن شئت قل: مقربون وأصحاب يمين، وهكذا جاء التعبير عنهم في القرآن اقرءوا قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) } [1] واقرءوا قول الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) } [2] إلى قوله: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) } [3] .
فأهل السنة والجماعة هم على مراتب، فيهم الصديقون والشهداء والصالحون، الصديقون هم أعلى طبقات الأولياء بعد الأنبياء، هم أعلى طبقة بعد الأنبياء، كما قال سبحانه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) } [4] . [1] - سورة الإنسان آية: 5-6. [2] - سورة المطففين آية: 22-23. [3] - سورة المطففين آية: 26-28. [4] - سورة النساء آية: 69.