ومن الصفات التي ذكر الشيخ لها، ذكر أدلتها أو بعض أدلتها: الوجه لله تعالى، واليدان، والعينان قال سبحانه وتعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) } [1] وقال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [2] قال سبحانه وتعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [3] وقال: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [4] وقال سبحانه وتعالى: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [5] و {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} [6] وقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [7] وقال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [8] {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [9] .
فهذه ثلاث صفات لله تعالى، يجب إثباتها له على المنهج المعروف، على منهج أهل السنة والجماعة، فأهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفات لله على ما يليق به مع نفي التمثيل، ونفي العلم بالكيفية، فيؤمنون بأن له وجها، موصوفا بالجلال والإكرام، وأن له عينين تليقان به، وأن له يدين يفعل بهما، يبسطهما ويقبضهما كيف يشاء، خلق بهما آدم {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [10] .
ولا يكيفون شيئا من ذلك، لا يكيفون ولا يسألون عنه بكيف، كيف يد الرب؟ كيف عينيه تعالى؟ لا هذا منكر، بل يثبتون ذلك، يؤمنون بهذه الصفات لله مع العلم بأنها لا تماثل صفات المخلوقين، ولا يعلم العباد حقيقتها وكنهها وكيفيتها، فيجب الإيمان بذلك على ما يليق به سبحانه وتعالى إثباتاً بلا تشبيه، ولا تكييف. [1] - سورة الرحمن آية: 27. [2] - سورة القصص آية: 88. [3] - سورة المائدة آية: 64. [4] - سورة ص آية: 75. [5] - سورة الملك آية: 1. [6] - سورة آل عمران آية: 26. [7] - سورة يس آية: 71. [8] - سورة القمر آية: 14. [9] - سورة الطور آية: 48. [10] - سورة ص آية: 75.