ولهذا نقول: نفي العلم ما نقول: نفي الكيفية نفي العلم بالكيفية لا نعلمه وقول السلف: تمر كما جاءت بلا كيف يعني بلا تكييف لصفاته وبلا بحث عن كيفية صفاته، وأمَّا المعطِّلة من الجهميةِ والمعتزلة وكذلك الأشاعرة في هذه الصفات فإنهم ينفون حقيقةَ الرِّضا والغضب والكراهية والمَقْت ويفسرون هذا كلَّه بالإرادة بإرادة الانتقام نحو تفسيرهم للمحبة والرحمة، يفسرون هذه المعاني بإرادة الانتقام يعني ينفون حقيقة الرضا وحقيقة الغضب وحقيقة الكراهة والبغض ويفسرون ذلك إما بالإرادة وإما بعض المفعولات وهي ما يخلقه -تعالى- من العقوبات، يعني نفس المقت العقوبة التي يخلقها الله هي الكراهة وهي كذا وكذا وكذلك الرضا يفسرونه بإرادة الانتقام نحو تفسير المحبة والرحمة.
وهذا تحريف للكلم عن مواضعه كما تقدم ويدَّعون أن الغضب مثلًا هو غليان دم القلب طلبًا للانتقام فيقال لهم: هذا تفسير لغضب المخلوق هذا تفسير لغضب المخلوق هذه حقيقة غضب المخلوق وما يمكن أن يقال عنه غضب المخلوق.
هو الذي يمكن أن يفسر بأنه غليان دم القلب، أما غضب الرب فلا، ما يفسر هذا التفسير غضب معنى معقول مقابل الرضا أو جنده الرضا أو من آثاره الانتقام وإنزال العقاب بمن غضب الله عليه -نعوذ بالله من غضب الله-، فيجب الإيمان بما أخبر الله به عن نفسه من هذه الصفات بأنه -تعالى- يرضي ويغضب ويكره ويمقت يوجب للعبد خوفًا ورجاءً يوجب له أن يطلب رضا الله وأن ترغب نفسه في ذلك وإن رضوانَ الله لأكبر ما يمن الله به على أوليائه.