ذكر مجيء الله لفصل القضاء بين عباده على ما يليق بجلاله
وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [1] وقوله -تعالى-: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ} [2] وقوله -تعالى-: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) } [3] وقوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) } [4] .
وهذا أربع آيات أيضًا هي من نصوص الصفات ويدل على إثبات صفة فعلية المجيء والإتيان، والمجيء والإتيان معناهما متقارب {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [5] أي: هل ينتظر هؤلاء الكفار إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وذلك يوم القيامة وهذا اليوم يأتيهم الله فيه يوم عصيب عليهم ماذا تكون حالهم إذا لقوا الله وقد كفروا به وبرسله وأشركوا به وأعرضوا عن هداه عنه لموقف موقف ذلٍّ وهوان وحسرة إذا جاء -سبحانه وتعالى- وهذه حاله، {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [6] والملائكة يأتون كما في آيات الفجر {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) } [7] تأتي الملائكة وهكذا قوله -سبحانه وتعالى-: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ} [8] كل هذا سيأتي. [1] - سورة البقرة آية: 210. [2] - سورة الأنعام آية: 158. [3] - سورة الفجر آية: 21-22. [4] - سورة الفرقان آية: 25. [5] - سورة البقرة آية: 210. [6] - سورة البقرة آية: 210. [7] - سورة الفجر آية: 22. [8] - سورة الأنعام آية: 158.