فنوح عليه السلام صنع الفلك على عين الله وبمرأى من الله وجرت به وبمن معه من المؤمنين أيضًا بمرأى منا وليس هذا على التأويل في شيء هذا على التعبير عن دلالة الكلام، المعنى تجري بمرأى منا تجري والله يرعاها ويراها، يراها بعينه التي لا تنام فمن قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [1] فقد عبَّر المعنى تعبيرًا صحيحًا وليس هذا تأويلا للعين ولا نفيا للعين بل هذا يتضمن إثبات العين؛ لأن العين بها تكون الفائدة {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [2] {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [3] بمرأى منا فالله يراك.
ومن كان الله يراه يرعاه ويحفظه ويحرسه فإنه لا خوف عليه كما قال -تعالى-: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) } [4] {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) } [5] {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) } [6] {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) } [7] ويقول أهل السنة: إن لله عينين وإن كان لفظ العينين لم يرد في القرآن ولم يصح به حديث فيما أعلم وإن ذُكِر فيه حديث لكن في ثبوته نظر لكن أهل السنة فهموا من كلام في القرآن أن لله عينين ولا يجوز الخروج عن سبيل المؤمنين فسبيل المؤمنين هو هذا. [1] - سورة القمر آية: 14. [2] - سورة القمر آية: 14. [3] - سورة الطور آية: 48. [4] - سورة الشعراء آية: 217. [5] - سورة الشعراء آية: 218. [6] - سورة الشعراء آية: 219. [7] - سورة الأنفال آية: 61.