responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية للهراس نویسنده : هراس، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 147
2- وَأَمَّا الْآيَاتُ الْبَاقِيَةُ؛ فَهِيَ فِي إِثْبَاتِ المعيَّة الخاصَّة الَّتِي هِيَ معيَّتُه لِرُسُلِهِ تَعَالَى وَأَوْلِيَائِهِ بِالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ وَالْمَحَبَّةِ وَالتَّوْفِيقِ وَالْإِلْهَامِ.
فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} حكايةٌ عَمَّا قَالَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِأَبِي بكرٍ الصدِّيق وَهُمَا فِي الْغَارِ، فَقَدْ أَحَاطَ الْمُشْرِكُونَ بِفَمِ الْغَارِ عِنْدَمَا خَرَجُوا فِي طَلَبِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ انْزَعَجَ، وَقَالَ:
((وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوْ نَظَرَ أَحَدُهُمْ تَحْتَ قَدَمِهِ لَأَبْصَرَنَا)) .
فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا حَكَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هُنَا:
{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [1] .
فَالْمُرَادُ بالمعيَّة هُنَا مَعِيَّةُ النَّصْرِ وَالْعِصْمَةِ مِنَ الْأَعْدَاءِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} ؛ فَقَدْ تقدَّم الْكَلَامُ عَلَيْهِ، وأنَّها خطابٌ لِمُوسَى وَهَارُونَ عليهما السلام أن لا يَخَافَا بَطْشَ فِرْعَوْنَ بِهِمَا؛ لأنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُمَا بِنَصْرِهِ وَتَأْيِيدِهِ.
وَكَذَلِكَ بقيَّة الْآيَاتِ يُخْبِرُ اللَّهُ فِيهَا عَنْ مَعِيَّتِهِ للمتَّقين الَّذِينَ يُرَاقِبُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، وَيَحْفَظُونَ حُدُودَهُ، وَلِلْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يَلْتَزِمُونَ الْإِحْسَانَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَالْإِحْسَانُ يَكُونُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِحَسَبِهِ، فَهُوَ فِي الْعِبَادَةِ ـ مَثَلًا ـ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ؛ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَراكَ؛ كَمَا جَاءَ

[1] رواه البخاري في فضائل أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، (باب: مناقب المهاجرين) (7/8-فتح) ، و (باب: هجرة النبي إلى المدينة) ، وفي تفسير سورة براءة، ومسلم في فضائل الصحابة، (باب: من فضل أبي بكر) (15/158-نووي) ، والترمذي في التفسير، (باب: ومن سورة التوبة) ؛ بألفاظ متقاربة.
نام کتاب : شرح العقيدة الواسطية للهراس نویسنده : هراس، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست