دين قريش ودين محمد صلى الله عليه وسلم
عقيدة المشركين ودينهم:
قريش أناس يتعبدون ويحجون ويعتمرون ويتصدقون ويصلون الرحم ويكرمون الضيف ويذكرون الله كثيراً ويعترفون أن الله وحده هو المتفرد بالخلق والتدبير ويخلصون لله العبادة في الشدائد. ولكنهم يتخذون وسائط بينهم وبين الله يدعونهم ويذبحون لهم وينذرون لهم ويستغيثون بهم ليشفعوا لهم ويسألوا الله لهم زعماً منهم أنهم أقرب منهم إلى الله وسيلة.
فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم عليه السلام ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله، وأن فعلهم هذا أفسد جميع ما هم عليه من العبادات وصاروا بذلك كفاراً مرتدين حلال الدم والمال، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون الدعاء كله لله، والذبح كله لله، والنذر كله لله، والاستغاثة كلها لله، وجميع أنواع العبادة كلها لله.
وانتقد المؤلف والشارح -رحمهما الله- من يدعي الإسلام بل يدعي العلم بل يدعي الإمامة في الدين وهو لا يعرف من كلمة "لا إله إلا الله" إلا مجرد التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. وأن الحاذق منهم الذي يرى أن المراد شيء آخر غير اللفظ يخطئ المعنى المراد ولا يعرفه، يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بأصل الإسلام. هذا أجهل من أبي جهل وأضرابه.
قلت: وسمعت أحد هؤلاء يشرح حديثاً يروى في فضل ليلة النصف من شعبان ونصه: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".