احتجاج المشركين في زماننا بالمتشابه
...
وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جواباً لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فالقرآن كفيل بذلك (قال بعض المفسرين: هذه الآية عامة في كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة) ولكن قد يؤتى الإنسان من عدم الفهم له أو عدم الاعتناء به. وقد التزم بعض العلماء؛ وهو شيخ الإسلام ابن تيمية أن لا يحتج مبطِل بآية أو حديث صحيح على باطله إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقضه، وذكر لذلك أمثلة: منها آية {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [1] و {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [2].
(وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جواباً لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا) هذا فيه بيان موضوع الكتاب وما صُنِّف فيه؛ فهو في رد شُبَهٍ شَبَّه بها بعض المشركين على توحيد العبادة؛ فإن الشيخ رحمه الله لما تصدى للدعوة إلى الله وبيَّن ما عليه الكثير من الشرك الأكبر تصدى بعض الجهال بالتشبيه على جهالٍ مثلهم، وزعموا أن المصنف رحمه الله يكفِّر المسلمين، وحاشاه ذلك؛ بل لا يكفر إلا من عمل مكفراً وقامت عليه الحجة فإنه يكفره. فقصد كشف تلك الشُبه المشبهة على الجهال وردّها وإن كانت أوهى من خيط العنكبوت لكن تشوش عليهم.
وقدم المصنف رحمه مقدمة نافعة في بيان حقيقة دين المرسلين وما دعوا إليه وحقيقة دين المشركين وما كانوا عليه؛ ليعلم الإنسان [1] سورة الأنعام، الآية: 103. [2] سورة الشورى، الآية: 11.