ولا شك أن العلماء العاملين هم أفضل الناس بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، فلا يتنقّص العلماء ويتهمونهم بقصر النظر وعدم الفهم إلا من هو شبيه بأهل الجاهلية، وبقوم نوح الذين يصفون أتباع الرسل بهذا الوصف؛ لينفروا الناس عنهم. وهذا يأتي على ألسنة بعض الناس اليوم، يقولون: هؤلاء العلماء علماء حيض ونفاس، وعلماء أحكام الاستجمار، وعلماء جزئيات، ولا يعرفون فقه الواقع، وفقه الواقع عندهم أمور السياسة والثورة على الولاة.