نام کتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان نویسنده : السَهْسَوَاني، محمد بشير جلد : 1 صفحه : 264
ذلك المدرس حياة دنيوية، وأين هذه من تلك؟
قوله: وقد تقدم قول الإمام مالك للخليفة المنصور: ولم تصرف وجهك عنه؟
أقول: قد تقدم الكلام عليه وتأويله فتذكر.
قوله: قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب: كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلاً له مستدبراً للقبلة.
أقول: قد عرفت فيما تقدم أن الإمام مالكاً قال في رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة فقوله في هذه الرواية: إذا سلم ودعا قد يريد بالدعاء الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم كالدعاء عند زيارة قبور سائر المؤمنين، وهو الدعاء لهم قصداً وبالذات ولنفسه تبعاً وبالعرض، وهذا لا ينكره أحد من المسلمين كما تقدم، فإن كان مراد المالكية هذا الدعاء فهو حق لا نزاع لأحد فيه، وإن كان مرادهم الدعاء الذي تقصد زيارة القبر لأجله، ويظن أن الدعاء عند القبر مستجاب، وأنه أفضل من الدعاء في المسجد فيقصد زيارته لطلب حوائجه، فهذا مخالف لما روي عن إمامهم بسند صحيح أنه قال: لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، ولكن يسلم ويمضي، ذكره إسماعيل بن إسحاق في المبسوط والقاضي عياض وغيرهم، وقول مالك للخليفة المنصور عند المناظرة لا يصلح معارضاً لهذا المروي، فإن سنده واه جداً كما تقدم.
قوله: ثم نقل عن مذهب الإمام أبي حنيفة والشافعي والجمهور مثل ذلك.
أقول: يعارض هذا النقل ما نقله شيخ الإسلام ابن تيميه عن الأئمة الأربعة من أنهم اتفقوا على أنه إذا دعا لا يستقبل قبره صلى الله عليه وسلم كما تقدم، وقال الشيخ ابن القيم في الإغاثة: ولقد جرد السلف الصالح التوحيد وحموا جانبه، كان أحدهم إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أراد الدعاء استقبل القبلة وجعل ظهره إلى جدار القبر ثم دعا، قال سلمة بن وردان: رأيت أنس بن مالك يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسند ظهره إلى جدار القبر ثم يدعو، ونص على ذلك الأئمة الأربعة أنه يستقبل القبلة وقت الدعاء حتى لا يدعو عند
نام کتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان نویسنده : السَهْسَوَاني، محمد بشير جلد : 1 صفحه : 264