نام کتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان نویسنده : السَهْسَوَاني، محمد بشير جلد : 1 صفحه : 402
ويحث على طريق الهدى والاستقامة، وكان أكثر لبثه لأخذ العلم بالبصرة ومقامه، وقد نشر للتوحيد فيها لدى بعض الناس أعلامه، وحقق لهم في ذلك الشأن إتقانه وإعلامه، وأوضح لهم سبيله وأحكامه، فقال إن الدعوة كلها لله، يكفر من صرف شيئاً منها إلى سواه، وإذا ذكر أحد بمجلسه بشارات الطواغيت والصالحين، الذين كانوا يعبدونهم مع رب العالمين، نهاه عن ذلك وزجره، وبين له الصواب وحذره، وقال له: محبة الأولياء والصالحين إنما هي اتباع هديهم وآثارهم، والاستنارة بضياء أنوارهم، لا صرف الحقوق الربانية، إلى الأجسام الوثنية، وقد وقع ذلك بمجلسه مرة فأبدى للقائل نهيه وزجره، وأظهر عليه أغلاطه ونكره، فتغير وجه القائل وحال، واستغرب ذلك المقال، وقال: إن كان ما يقوله حقاً هذا الإنسان، فالناس ليسوا على شيء من زمان.
قال رحمه الله: وكان ناس من مشركي البصرة يأتون إلي، بشبهات يلقونها علي، فأقول وهم قعود لدي: لا تصلح العبادة كلها إلا لله، فيبهت كل منهم فلا ينطق فاه.
ثم رجع بعد ذلك السفر، فإذا والده عبد الوهاب قد رفض سكنى العيينة وهجر، واختار سكنى حريملا فأقام بها واستقر، فأقام فيها مع أبيه، يعلن بالتوحيد ويبديه، وينادي بإبطال دعوة غير الله ويفشيه، وينصح من عدل عن الحق والرشاد، ويسلك في ذلك سبيل السداد، ويزجر الناس عن الشرك والباطل والفساد، حتى رفع الله شأنه فساد، وجد رحمة الله في تعليم الواجب وبذل المناصحة للخاص والعام، ونشر شرائع الإسلام، ومهد سنة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأزال ما غطى القلوب من رين الشرك الذي هو أعظم الذنوب، وكشف الذنوب المظلمة للناس، وأماط أذى اللبس والالتباس، ويحذرهم إن داموا على ما هم فيه من وقوع النقمة والبأس، ورفض منهج الغلول والخيانة، وأدى من العلم الأمانة، وترك ما كان علماء السوء قبله له سالكون وفي قعره العميق راكسون، وفي أرجائه المغبرة ماكثون، وخشي الوقوع في تغليظ الوعيد، كما نطق به القرآن المجيد: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ
نام کتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان نویسنده : السَهْسَوَاني، محمد بشير جلد : 1 صفحه : 402