نام کتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان نویسنده : السَهْسَوَاني، محمد بشير جلد : 1 صفحه : 453
وفي بعضها أن يوسف عليه السلام قال لصاحبي السجن: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ؟ وهذا ليس فيه تصريح أنهما كانا يطلقان لفظ الأرباب على الأصنام حتى يلزم إنكار توحيد الربوبية، بل يحتمل أن يكون المقصود بيان بطلان ما كانوا عليه من عبادة الأصنام بأن القول بالأرباب المتفرقة باطل قطعاً لا يتأتى إنكاره من أحد من أهل العقل، وما لا يصلح للربوبية لا يصلح للعبادة، دل عليه قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} .
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ثم إن يوسف عليه السلام أقبل على الفتيين بالمخاطبة والدعاء لهما إلى عبادة الله وحده لا شريك له وخلع ما سواه من الأوثان التي يعبدها قومهما فقال: {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ؟ الذي ذل كل شيء لعز جلاله وعظمة سلطانه. اهـ.
وجملة القول أنه ليس في آية من الآيات أن واحداً من المشركين قال إن غير الله رب حتى يلزم إنكار توحيد الربوبية.
و (الوجه الثاني) : أنه يحتمل أن يكون المراد بالرب في الآيات المذكورة المعبود، وقد عرفت فيما تقدم أن الرب ربما يجيء بمعنى المعبود.
و (الثالث) : أن الكلام في مشركي العرب، والآيات المذكورة أكثرها في حق غيرهم من مشركي أهل الكتاب وقوم إبراهيم وقوم يوسف عليهما السلام[1] فلا يصح بتلك الآيات الاستدلال على أن مشركي العرب لم يكونوا مقرين بتوحيد الربوبية، ولعلك قد تفطنت من هاهنا فساد قول العلامة محمد بن إسماعيل الأمير حيث قال: "فإن قلت: أهل الجاهلية تقول في أصنامهما أنهم يقربونهم إلى الله زلفى كما تقوله القبورويون: {وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} كما تقوله القبوريون قلت: لا سواء. فإن القبوريين مثبتون التوحيد لله قائلون إنه لا إله إلا هو، ولو ضربت [1] هذا أوجه الوجوه الثلاثة وأصحها في المسألة. وكبته محمد رشيد رضا.
نام کتاب : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان نویسنده : السَهْسَوَاني، محمد بشير جلد : 1 صفحه : 453