نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 77
ويذكرون أن المعنيّ بالإنسان هذا العابد وأمثاله. والله أعلم.
6- التدرج في الإضلال:
ومن القصة السابقة نعلم أسلوباً من أساليب الشيطان في الإضلال، وهو أن يسير بالإنسان خطوة خطوة، لا يكل ولا يملّ، كلما روّضه على معصية ما، قاده إلى معصية أكبر منها، حتى يوصله إلى المعصية الكبرى، فيوبقه ويهلكه، وتلك سنة الله في عباده، أنهم إذا زاغوا سلط عليم الشيطان، وأزاغ قلوبهم: (فلمَّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم) [الصف: 5] .
7- إنساؤه العبد ما فيه خيره وصلاحه:
ومن ذلك ما فعله بآدم، فما زال يوسوس له حتى أنساه ما أمره به ربّه: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فَنَسِيَ ولم نجد له عزماً) [طه: 115] ، وقال صاحب موسى لموسى: (فإني نسيت الحوت وما أَنسَانِيهُ إلاَّ الشَّيطان أن أذكره) [الكهف: 63] .
ونهى الله رسوله أن يجلس هو أو واحد من أصحابه في المجالس التي يستهزأ فيها بآيات الله، ولكن الشيطان قد ينسي الإنسان أمر ربه، فيجالس هؤلاء المستهزئين: (وإذا رأيت الَّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتَّى يخوضوا في حديثٍ غيره وإمَّا ينسينَّك الشَّيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظَّالمين) [الأنعام: 68] .
وطلب نبي الله يوسف إلى السجين الذي ظنّ بأنه سينجو من القتل، ويعود لخدمة الملك أن يذكره عند مليكه، فأنسى الشيطان هذا الإنسان أن يذكر لملكه نبي الله يوسف، فمكث يوسف في السجن بضع سنين: (وقال للَّذي ظنَّ أنَّه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشَّيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين) [يوسف: 42] .
نام کتاب : عالم الجن والشياطين نویسنده : سليمان الأشقر، عمر جلد : 1 صفحه : 77