نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 134
يقول ابن القيم رحمه الله: "فليس في الكائنات شيء غير الله عز وجل يسكن القلب إليه ويطمئن به ويأنس به ويتنعم بالتوجه إليه، ومن عبد غيره سبحانه وحصل له به نوع منفعة ولذة, فمضرته بذلك أضعاف أضعاف منفعته وهو بمنزلته أكل الطعام المسموم اللذيذ، وكما أن السموات والأرض {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [1] فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى فسد فسادًا لا يرجى صلاحه إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه, ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي يحبه ويرجوه ويخافه ويتوكل عليه وينيب إليه.."[2] انتهى بلفظه.
والتوحيد هو مفزع أعداء الله وأوليائه؛ لأن الله وحده هو الذي ينجي أعداءه من الكروب الدنيوية والشدائد التي تحل بهم, لقوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [3]، ولقوله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} [4].
وأما أولياؤه فينجيهم من كربات الدنيا والآخرة وأهوالها، ولذلك فزع إليه الأنبياء جميعًا في شدائدهم, ومنهم يونس عليه السلام عندما نادى في الظلمات فقال: {لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين} [5].
وفزع إليه أتباع الرسل: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين} [6]. [1] سورة الأنبياء آية 22. [2] إغاثة اللهفان 1/30. [3] سورة العنكبوت آية 65. [4] سورة الزمر آية 38. [5] سورة الأنبياء آية 87. [6] سورة الأعراف آية 126.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 134