نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 186
فوقه سحاب مظلم، فهو في ظلمة البحر وظلمة الموج وظلمة السحاب، وهذا نظير ما هو فيه من الظلمات التي لم يخرجه الله منها إلى نور الإيمان"[1] انتهى باختصار.
ب- وضرب الله سبحانه وتعالى مثلًا لبطلان أعمال الكفار وحبوطها بالرماد الذين عصفت به الريح الشديدة فلم تبق منه شيئًا فقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ} [2].
هذا مثل ضربه الله تعالى لأعمال الكفار التي كانوا يعملونها في الدنيا من المكارم وصلة الأرحام وعتق الرقاب وفداء الأسرى وعقر الإبل وإغاثة الملهوف والإجارة وغيرها من أعمال البر يزعمون أنهم يريدون بها وجه الله، فمثلها كمثل رماد هبت عليه ريح عاصفة فنسفته وذهبت به، فلا يجد الكافرون من أعمالهم الخيرة شيئًا ينفعهم عند الله يوم القيامة، لأنهم كانوا يشركون فيها معه الآلهة والأوثان، فهي على غير الهدى, بل هي على جور وضلال[3].
والمثل هنا إنما هو للأعمال، ولكن الله تعالى قال: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ} حيث قدم الاسم على الخبر؛ لأن العرب تقدم الأسماء لأنها أعرف ثم تأتي بالخبر الذي تخبر عنه مع صاحبه، والمعنى: مثل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد[4].
قال ابن كثير: "هذا مثل ضربه الله تعالى لأعمال الكفار الذين عبدوا معه [1] أعلام الموقعين 1/156 - 157. [2] سورة إبراهيم آية 18. [3] انظر تفسير الطبري 13/196 وتفسير القرطبي 9/553 والكشاف 2/372 والبحر المحيط 5/414. [4] انظر تفسير الطبري 3/196.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 186