responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 231
وهذا صالح عليه السلام يقول لقومه: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [1]، فذكرهم صالح عليه السلام بنعمتين من نعم الله تعالى عليهم هما نعمة الاستخلاف من بعد القوم المهلكين قوم عاد، ونعمة بناء القصور في السهل واتخاذ الكهوف في الجبال.
إن النعمة لا بد لها من منعم، وهذه النعم الكثيرة على الإنسان إنما هي من صنع الله الواحد لا شريك له، لذلك وجب على العباد شكر المنعم وتوحيده, ومعظم الآيات التي تتحدث عن النعم تكون مختومة بالتنديد بالمشركين الذين يعبدون الأوثان من دون الله ولم يوحدوا الله, مثل قوله تعالى في سورة الأنعام بعد أن ذكر جملة من النعم على عباده: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ, بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ, ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [2]. ففي هذه الآيات يطلب سبحانه من عباده شكره على نعمه وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له والإقرار له بالوحدانية, وأنه لا إله إلا هو, وأنه لا ولد له ولا صاحبة ولا عديل.
وظاهرة النعمة تذكر في القرآن الكريم كثيرًا، أحيانًا مفصلة وأحيانًا بآيات عامة لما يترتب على ذكرها من إظهار فضل الله وكرمه ورحمته وعطائه ليشكر العاقل إلهه المنعم عليه، ولتقوم الحجة على الإنسان الظالم الجاحد فيستحق العقاب.
وقد بين الله تعالى عجزنا عن إحصاء نعمه بآيتين هما قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا

[1] سورة الأعراف آية 74.
[2] سورة الأنعام آية 100-102.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست