responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 284
الاحتجاج وارد بآية سورة فاطر، ولذلك نجد الآية مختومة بقوله تعالى: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُون} ، أي فكيف تصرفون عن توحيد الله وعبادته مع أنه ليس لكم رازق غير الله يرزقكم[1].
وأما في آية سورة الروم فدليل الرزق مجموع مع دليل الخلق؛ لأن الخلق والرزق من خصائص الربوبية، وبعد أن بينت الآية أن الله وحده هو الخالق الرازق جاء الدليل بشكل استفهام تقريعي لبيان قبح صنيع المشركين بعبادتهم غير الخالق الرازق {هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ} والجواب معروف لأنهم لم يزعموا قط أن آلهتهم ترزق أدنى شيء، وهنا تقوم الحجة عليهم إذ كيف يستحق العبادة من لا يرزق عباده؟
وتبين آية سورة غافر بأن الله يرينا حججه على وحدانيته ومنها إنزال أرزاقنا من السماء، ولكن لا يتذكر هذه الحجج ويعتبر بها إلا من يرجع إلى توحيد الله ويقبل على عبادته وحده، وأن علينا تجاه هذا الرزق أن نخلص الطاعة والعبادة لله وحده ولو كره ذلك الكافرون[2].
وهذا إبراهيم الخليل عليه السلام يعلن عداوته لآلهة قومه وبراءته منها؛ لأنها لا تستحق الألوهية مستدلًّا على ذلك بأنها لا تملك من خصائص الربوبية شيئًا التي منها الرزق، ومالك ذلك وحده: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ, أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ, فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ, الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ, وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ} [3]، ويصرح في موضع آخر بعدم استحقاق الآلهة للعبادة لأنها لا تملك رزقًا، والعاقل يترك عبادتها ويعبد من بيده رزقه فيقول تعالى عنه: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ, إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا

[1] انظر تفسير الطبري 22/116.
[2] انظر تفسير الطبري 24/49.
[3] سورة الشعراء آية 75-79.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست