نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 30
5- ومن مميزات العقيدة الإسلامية كذلك أنها عقيدة وسط،
لا إفراط فيها ولا تفريط، فهي وسط بين العقائد التي تنكر الخالق وتنكر كل ما وراء الطبيعة المحسوسة، وبين العقائد التي تزعم أن للعالم أكثر من إله وتقول بالتعدد وتدعى حلول الإلهية في الملوك والحكام والأنبياء والأشياء والحيوانات.
إن عقيدة الإسلام بريئة من الإلحاد وإنكار وجود الله، كما هي بريئة من الشرك والوثنية، إنها عقيدة تفرد الله سبحانه بالربوبية والألوهية لأنه لا يستحق ذلك غيره، يقول تعالى: {قُلْ لِمَنٍِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ, سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ, قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ, سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ, قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ, سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّا تُسْحَرُونَ, بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ, مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ, عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [1].
وهذه العقيدة الإسلامية وسط في صفات الله تعالى، فلا مغالاة في التجريد الذي يجعل صفات الله بلا معنى كالجهمية المعطلة وأساتذتهم من فلاسفة اليونان، إنما تقول هذه العقيدة: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [2]، فإجمال في النفي وتفصيل في الإثبات.
وقد خلت العقيدة الإسلامية كذلك من التشبيه والتمثيل الذي لجأت إليه اليهودية والنصرانية والرافضة وغيرهم من المشبهة الذين وصفوا الله [1] سورة المؤمنون آية 84-92. [2] سورة الشورى آية 11.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 30