نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 314
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذه الطرق فيها فساد كثير من جهة الوسائل والمقاصد: أما المقاصد: فإن حاصلها -بعد التعب الكثير والسلامة- خير قليل, فهي لحمُ جملٍ غَثّ على رأس جبلٍ وعْر لا سهلٌ فيرتقى ولا سمينٌ فينتقل، ثم إنه يفوت بها من المقاصد الواجبة والمحمودة ما لا ينضبط هنا.
وأما الوسائل: فإن هذه الطرق كثيرة المقدمات ينقطع السالكون فيها كثيرًا قبل الوصول[1] انتهى بلفظه. [1] الفتاوى 2/22 و4/50 وانظر مجموعة التفسير ص209-213 وموافقة صحيح المنقول لصريح المعقول [1]/113 و2/253.
4- بُعد طريقتهم عن التوحيد الحقيقي المبعوث به الرسل:
ومن مميزات طريقة المتكلمين بعدها عن توحيد الألوهية والأسماء والصفات؛ لاكتفائهم بتوحيد الربوبية، ولأن بعض طوائفهم يفسرون التوحيد بما يستلزم نفي الصفات, فجعلوا وجود الله وجودًا مطلقًا لا يوصف بوحدة ولا كثرة, وإثبات الصفات تعدد وكثرة، وهم يدرجون في توحيدهم نفي علو الله على خلقه ومباينته لهم وعلمه وقدرته وسائر صفاته؛ لأن إثبات ذلك مناقض لاعتقادهم بأن الله لا صفة له.
وبعض طوائف المتكلمين تتوسع في النفي المفصل حتى سلبوا عن الله النقيضين فقالوا: لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل؛ لأن الإثبات -بزعمهم- تشبيه له بالموجودات، وما قالوه يُعلم فساده ضرورة؛ لأن إثبات ذات معطلة عن جميع الصفات لا يتصور لها وجود في الخارج, وفيه غاية التعطيل، والله تعالى يخبر في كتابه أنه حي قيوم عليم حكيم سميع بصير يكلم ويرضى ويغضب2. [1] الفتاوى 2/22 و4/50 وانظر مجموعة التفسير ص209-213 وموافقة صحيح المنقول لصريح المعقول 1/113 و2/253.
نام کتاب : عقيدة التوحيد في القرآن الكريم نویسنده : ملكاوي، محمد خليل جلد : 1 صفحه : 314