المبحث الثالث: فضل أهل بيته الذكور رضي الله عنهم
...
1) إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تقدم معنا في الفصل الثالث من هذا الباب ذكر فضائل أبي السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفي هذا المبحث أذكر الفضل الوارد في حق غيره من أهل البيت الذكور رضي الله عنهم أجمعين. ولنبدأ هنا بذكر إبراهيم ابن المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ولد إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وأمه مارية القبطية التي أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم المقوقس صاحب الإسكندرية ولما ولد بشر النبي صلى الله عليه وسلم به أبو رافع مولاه فوهب له عبداً ومات طفلاً قبل الفطام1.
وقد وردت أحاديث كثيرة فيها بيان فضله وسرور النبي صلى الله عليه وسلم به ومن تلك الأحاديث:
1- ما رواه الإمام مسلم بإسناده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم" 2.
2- وروى أيضاً بإسناده إلى أنس بن مالك قال: "ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان إبراهيم مسترضعاً له في عوالي3 المدينة فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن وكان ظئره4 قينا5 فيأخذه فيقبله ثم يرجع قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبراهيم ابني وأنه مات في الثدي 6 وإن له..................................................
1ـ انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 1/134-135، الاستيعاب على حاشية الإصابة 1/23-27، زاد لمعاد 1/103-104، أسد الغابة 1/38-40.
2ـ صحيح مسلم 4/1807.
3ـ عوالي المدينة: هي القرى التي عند المدينة "شرح النووي" 15/76.
4ـ ظئره: أي زوج مرضعته.
5ـ قينا: أي حداد والقين: هو الحداد والصائغ "النهاية لابن الأثير" 4/135.
6ـ معناه مات: وهو في سن رضاع الثدي، أو في حال تغذيه بلبن الثدي "شرح النووي" 15/76.