قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما" 1.
هذا الحديث اشتمل على منقبتين عظيمتين للحسنين رضي الله عنهما: الأولى: شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهما بالجنة. الثانية: إخباره عليه الصلاة والسلام بأنهما سيدا شباب أهل الجنة وهذا يعني: "أنهما أفضل من مات شاباً في سبيل الله من أصحاب الجنة ولم يرد به سن الشباب لأنهما ماتا وقد كهلا بل ما يفعله الشباب من المروءة كما يقال: فلان فتى وإن كان شيخاً يشير إلى قوته وفتوته أو أنهما سيدا أهل الجنة سوى الأنبياء والخلفاء الراشدين وذلك لأن أهل الجنة كلهم في سن واحد وهو الشباب وليس فيهم شيخ ولا كهل. قال الطيبي: "ويمكن أن يراد هما الآن سيدا شباب من هم من أهل الجنة من شبان هذا الزمان"2.
6- روى الإمام مسلم بإسناده إلى إياس عن أبيه قال: لقد قدت بنبي الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قدامه وهذا خلفه"3.
هذا الحديث فيه فضيلة ظاهرة للحسن والحسين رضي الله عنهما وهذه الفضيلة هي إركابه عليه الصلاة والسلام إياهما حيث جعل أحدهما أمامه والآخر خلفه على بغلته الشهباء.
7- وروى أيضاً بإسناده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال:
1ـ المستدرك 3/167 ثم قال: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
2ـ انظر تحفة الأحوذي 10/273، عارضة الأحوذي لابن العربي 13/192.
3ـ صحيح مسلم 4/1883.