قال: فدنا أحدهما ليبايعه فلما أخذ بيده قال يا رسول الله أرأيت من رآك وآمن بك واتبعك وصدقك ماذا له قال: "طوبى له" قال فمسح على يده وانصرف، ثم أتاه الآخر حتى أخذ بيده ليبايعه فقال: يا رسول الله أرأيت من آمن بك واتبعك وصدقك ماذا له، قال: "طوبى له ثم طوبى له". 1
وقد أخبر تعالى أن طوبى من نصيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} 2 وقد اختلف علماء السلف في المراد "بطوبى" فقد أخرج ابن جرير الطبري بإسناده إلى ابن عباس أنها: شجرة في الجنة كل شجر الجنة منها، أغصانها من وراء سور الجنة".3
قال ابن كثير: "وهكذا روي عن أبي هريرة وابن عباس ومغيث ابن سمي وأبي إسحاق السبيعي وغير واحد من السلف أن طوبى شجرة في الجنة في كل دار غصن منها".4
وقيل: إن "طوبى" اسم من أسماء الجنة: وعلى هذا يكون المعنى الجنة لهم.5
والمراد بها والله أعلم في هذا الحديث المتقدم أنها "الجنة".
9) دعا عليه الصلاة والسلام لسامعي سنته ومبلغيها بالنضرة والرحمة، والصحابة رضي الله عنهم يدخلون في هذه الدعوة المباركة الميمونة دخولاً أولياً لأنهم هم الذين سمعوا سنته مباشرة ودون واسطة ووعوها وأدوها إلى من بعدهم وهذه خصيصة لهم رضي الله عنهم تميزوا بها دون غيرهم، فرضوان الله عليهم
1ـ أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/18 وقال: إسناده حسن وذكره الحافظ في الإصابة 4/127.
2ـ سورة الرعد آية/29.
3ـ جامع البيان 13/147.
4ـ تفسير القرآن العظيم 4/89.
5ـ انظر: جامع البيان 13/146، وتفسير ابن كثير 4/89.