نام کتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 384
فإن قال: أتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها؟
فقل له: لا أنكرها ولا أتبرأ منها، بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع وأرجو شفاعته، لكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [1] ولا تكون إلا من بعد إذنه سبحانه، كما قال عز وجل: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [2] ولا يشفع لأحد إلا من بعد أن يأذن الله فيه، كما قال جل جلاله: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [3] وهو لا يرضى إلا التوحيد، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [4].
فإذا كانت الشفاعة كلها لله، ولا تكون إلا بعد إذنه، ولا يشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه، ولا يأذن إلا لأهل التوحيد؛ تبين أن الشفاعة كلها لله، وأطلبها منه، وأقول: اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفعه فيَّ، وأمثال هذا.
فإن قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي الشفاعة وأنا أطلب مما أعطاه الله.
فقل له: إن الله تعالى أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا، وقال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [5]. وأيضاً: فإن الشفاعة أعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صح أن الملائكة يشفعون والأولياء يشفعون، أتقول: إن الله أعطاهم الشفاعة وأنا أطلبها منهم؟ فإن قلت هذا؛ رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكرها الله تعالى في كتابه، وإن قلت: لا، بطل قولك إن الله تعالى أعطاه الشفاعة وأنا أطلب مما أعطاه الله. [1] سورة الزمر: 44. [2] سورة البقرة: 255. [3] سورة الأنبياء: 28. [4] سورة آل عمران: 85. [5] سورة الجن: 18.
نام کتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 384