نام کتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 391
أحاديث أخر في الكف عمن قالها. ومراد هؤلاء الجهلة أن من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل.
فيقال لهم من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم[1]، وهم يقولون لا إله إلا الله. وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلون ويدّعون الإسلام. وكذلك الذين حرّقهم علي بن أبي طالب بالنار.
وهؤلاء الجهلة يقرون أن من أنكر البعث كفر وقتل ولو قال لا إله إلا الله، وأن من جحد شيئاً من أركان الإسلام كفر وقُتِلَ، ولو قالها؛ فكيف لا تنفعه إذا جحد فرعاً من الفروع وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أساس دين الرسل ورأسه؛ ولكن أعداء الله لم يفهموا معنى الأحاديث.
فأما أحاديث أسامة؛ فإنه قتل رجلاً ادّعى الإسلام بسبب أنه ظن أنه ما ادعى الإسلام إلا خوفاً على دمه وماله، والرجل إذا أظهر الإسلام وجب الكف عنه حتى يتبيّن منه ما يخالف ذلك، وأنزل الله تعالى في ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [2]. أي: تثبتوا. فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت. فإذا تبين منه بعد ذلك ما يخالف الإسلام قتل لقوله: "فتبينوا" ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت معنى.
وكذلك الأحاديث الأخر معناها ما ذكرناه، وأن من أظهر التوحيد والإسلام وجب الكف عنه، إلا أن يتبين منه ما يناقض ذلك.
والدليل على هذا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي قال: "أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله"؟ وقال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ". وهو الذي قال في الخوارج: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" [3]. مع [1] في الأصل: و "سألهم"! وهو تصحيف. [2] سورة النساء: 94. [3] أخرجه البخاري (6930) ومسلم (1064- 1066) .
نام کتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 391