نام کتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 570
مسلم1 "وأنت الظاهر فليس فوقك شيء" كثيرة جداً، وكذا كلام السلف في ذلك، فمنه ما روى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه (الفاروق) يسنده إلى أبي مطيع البلخي، أنه سأل أبا حنيفة رضي الله عنه عمن قال لا أعرف ربي سبحانه في السماء أم في الأرض فقال: قد كفر، لأن الله تعالى يقول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [2] وعرشه فوق سبع سموات، فقال: قلت فإن قال إنه على العرش ولكن لا أدري العرش في السماء أم في الأرض فقال رضي الله عنه: هو كافر، لأنه أنكر آية في السماء ومن أنكر آية في السماء فقد كفر. وزاد غيره: لأن الله تعالى في أعلى عليين فهو يدعى من أعلى لا من أسفل"[3] انتهى.
وأيد القول بالفوقية أيضاً بأن الله لما خلق الخلق لم يخلقهم في ذاته المقدسة تعالى عن ذلك، فإنه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، فتعين أنه خلقهم خارجاً عن ذاته، ولو لم يتصف سبحانه بفوقية الذات مع أنه قائم بنفسه غير مخالط للعالم لكان متصفاً بضد ذلك، لأن القابل للشيء لا يخلو منه أو من ضده، وضد الفوقية السفول وهو مذموم على الإطلاق، والقول بأنا لا نسلم أنه قابل للفوقية حتى يلزم من نفيها ثبوت ضدها مدفوع بأنه سبحانه لو لم يكن قابلآ للعلو والفوقية لم يكن له حقيقة قائمة بنفسها، فمتى سلم بأنه جل جلاله ذات قائم بنفسه غير مخالط للعالم وأنه موجود في الخارج ليس وجوده ذهنياً فقط بل وجوده خارج الأذهان قطعاً؛ فقد علم كل العقلاء بالضرورة أن ما كان وجوده كذلك فهو إما داخل العالم وإما خارج عنه، وإنكار ذلك إنكار ما هو أجلى البديهيات، فلا يستدل بدليل على ذلك إلا كان العلم بالمباينة أظهر منه وأوضح، وإذا كان صفة
1 برقم (2713) . [2] سورة طه: 5. [3] الخبر في "العلو" للذهبي (2/ 935/ 332) و"الفقه الأكبر" رواية أبي مطيع البلخي (ص 40، 44) و "شرحه" للقاري (ص 171) و"مجموع الفتاوى" (5/ 183) و"درء التعارض" (6/ 263) و"الفتوى الحموية" (ص 256) و"اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص 139) و"شرح العقيدة الطحاوية" (ص 288) وغيرها كثير.
نام کتاب : غاية الأماني في الرد على النبهاني نویسنده : الآلوسي، محمود شكري جلد : 1 صفحه : 570