responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : حامد بن محسن    جلد : 1  صفحه : 154
عظيم إلى جنبه أصغر منه وإلى جنب الأصغر أصغر منه وهكذا على التوالي وإذ هم قد جعلوا طعاماً فوضعوه بين أيدي الآلهة وقالوا: إذا رجعنا قد باركت الآلهة في طعامنا فأكلنا فقال لهم إبراهيم على طريق الاستهزاء ألا تأكلون فلما لم تجبه قال: ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضرباً باليمين فجعل يكسرهن بفأس حتى إذا لم يبق إلا الأكبر علق الفأس في عنقه ثم خرج وذلك قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} . [الأنبياء: 58] . قيل: معناه لعلهم يرجعون إلى دينه إذا علموا ضعف الآلهة، وقيل: لعلهم يرجعون فيسألونه فأتوا فرأوا و {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} . [الأنبياء: 59-61] . كرهوا أن يأخذوه بغير بينة، وقيل: لعلهم يحضرون عقابه وما يصنع به {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ} . ما نراه إلا كما قال: {إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} . [الأنبياء: 62-64] . يعني بعبادتكم من لا يتكلم وقيل أنتم الظالمون في سؤالكم إياه وهذه الآلهة فاسألوها {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ} . قال أهل التفسير: أجرى الله الحق على لسانهم أولاً ثم أدركتهم الشقاوة وقالوا: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ} . [الأنبياء: 65] . لأنهم صور الصالحين فكيف نسألهم فلما اتجهت الحجة لإبراهيم {قَالَ} . لهم {أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} . [الأنبياء: 66، 67] . فلما علم أنهم أعداء الله ولا تنفع فيهم المناصحة والمجادلة بالتي هي أحسن أيس منهم ونابذهم في الله أشد المنابذة وكافحهم بالإنكار أشد المكافحة وعاداهم في الله أشد المعاداة، قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ

نام کتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : حامد بن محسن    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست