responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : حامد بن محسن    جلد : 1  صفحه : 284
عزير وحال أن فيها آيات وبراهين ساطعة يستدل بها كل ذي لب على أنه لا يعبد إلا الله، فأما عيسى فخلقه الله من دون أب بل بنفخة نفخها جبرائيل في جيب مريم وتكلم وهو المهد بأنه رسول الله، ففي ذلك أعظم دليل على أن عيسى عبد الله ورسوله، وأن الإله الحق هو الله الذي خلقه بلا أب، وأنطقه في المهد بنطق فصيح فالله تبارك وتعالى له القدرة الكاملة، خلق آدم وذريته على أربعة أنواع: نوع ليس له أب ولا أم، فذلك آدم خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، ونوع له أب وليس له أم ذلك حواء خلقها من ضلعه الأيسر، ونوع له وليس له أب وذلك عيسى ابن مريم، ونوع له أب وأم وذلك ما سوى هؤلاء، وأيضاً منهم من يعطيهم ذكوراً وإناثاً، ومنهم من يجعله عقيماً، قال تعالى: {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} . [الشورى: 49، 50] . ففي هذا كمال القدرة واعلم اللذين هما على الوحدانية أشد ظهوراً من الشمس.
وأمَّا عُزَيْر فقد جرى عليه بعد رجوعه من عند بخت نصر ما هو أقطع دليل على أنه لا إله إلا هو وأنه المعبود بحق لا سواه وذلك أنه لما مر على بيت المقدس بعدما خرجه بخت نصر وهي خاوية على عروشها ساقطة على سقوفها وتهدمت حيطانها استعظم الأمر وقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها، فأراد الله أن يريه قدرته الكاملة الصالحة لكل شيء فأماته الله مائة عام آية في نفسه واعتباراً لغيره ثم أحياه الله وذكر أنه كان معه تين وعصير عنب ومع هذه المدة الطويلة لم يتغير التين ولا عصير العنب وحماره قد بليت عظامه وتفرقت، فجمعها الله وهو ينظر إليه وركب بعضها على بعض وألبسها لحماً وأحياه، فإذا هو

نام کتاب : فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد نویسنده : حامد بن محسن    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست