الحفاظ; مات سنة سبع وثلاثمائة.
وهذا الأثر رواه البزار أيضا ولفظه: " من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلي الله عليه وسلم " [1]. وفيه دليل على كفر الكاهن والساحر؛ لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر، والمصدق لهما يعتقد ذلك ويرضى به، وذلك كفر أيضا[2].
قال: "وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعا: 3 " ليس منا من تَطير أو تُطيِّر له، أو تَكهن أو تُكهِّن له، أو سَحر أو سُحر له. ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد" (رواه البزار بإسناد جيد) .
ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: " ومن أتى" إلى آخره.
قال البغوي: " العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك".
له. ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلي الله عليه وسلم ". رواه البزار بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: " ومن أتى كاهنا " " إلى آخره".
قوله: "ليس منا"[4] فيه وعيد شديد يدل على أن هذه الأمور من الكبائر، وتقدم أن الكهانة والسحر كفر.
قوله: "من تطير" أي فعل الطيرة "أو تطير له" أي قبل قول المتطير له وتابعه، كذا معنى "أو تكهن أو تكهن له" كالذي يأتي الكاهن ويصدقه ويتابعه، وكذلك من عمل الساحر له السحر.
فكل من تلقى هذه الأمور عمن تعاطاها فقد برئ منه رسول الله صلي الله عليه وسلم؛ لكونها إما شركا كالطيرة، أو كفرا كالكهانة والسحر. فمن رضي بذلك وتابع عليه فهو كالفاعل لقبوله الباطل واتباعه.
قوله: "رواه البزار" هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، أبو بكر البزار البصري صاحب [1] جيد. البزار (2067- كشف الأستار) . وقال المنذري في الترغيب (4/36) : "رواه البزار وأبو يعلى بإسناد جيد موقوفا) اهـ. وقال الحافظ في الفتح (10/217) : إسناده جيد. [2] وذلك لأن في الكتاب المنزل: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) . وقال في سورة الأنعام: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) . وقال في سورة الجن: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا من ارتضى من رسول) . فمن صدق العراف والكاهن فقد كذب بهذه الآيات, ومن كذبها كفر.
3 حسن. قال المنذري في الترغيب (4/33) : "رواه البزار بإسناد جيد" اهـ. وقال الهيثمي (5/117) : "ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع وهو ثقة" اهـ. أما حديث ابن عباس فقال عنه المنذري (4/33) : "إسناده حسن" اهـ. [4] فيه دليل على نفي الإيمان الواجب, وهو لا ينافي ما تقدم من أن الطيرة شرك، وأن الكهانة كفر.