responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    جلد : 1  صفحه : 35
قوله: " من شهد أن لا إله إلا الله " أي من تكلم بها عارفا لمعناها، عاملا بمقتضاها، باطنا وظاهرا، فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها; كما قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ} [1]، وقوله: {إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [2]. أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه: من البراءة من الشرك، وإخلاص القول والعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح فغير نافع بالإجماع[3].

[1] سورة محمد آية: 19.
[2] سورة الزخرف آية: 86.
[3] قال في قرة العيون: وقد تضمنت هذه الكلمة العظيمة نفيا وإثباتا, فنفت الإلهية عن كل ما سوى الله بقولك: (لا إله) ، وأثبتت الإلهية لله بقولك: (إلا الله) قال تعالى: 3: 18 (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) , فكم ضل بسبب الجهل بمعناها من ضل وهم الأكثرون, فقلبوا حقيقة المعنى فأثبتوا الإلهية المنفية لمن نفيت عنه من المخلوقين أرباب القبور والمشاهد والطواغيت والأشجار والأحجار والجن وغير ذلك, واتخذوا ذلك دينا وشبهوا وزخرفوا, واتخذوا التوحيد بدعة وأنكروه على من دعاهم إليه; فلم يعرفوا منها ما عرف أهل الجاهلية من كفار قريش ونحوهم. (*) فإنهم عرفوا معناها وأنكروا ما دلت عليه من الإخلاص كما قال تعالى: 37: 36,35 (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون) ، والمشركون من أواخر هذه الأمة أنكروا ما أنكره أولئك على من دعاهم إلى ترك عبادة ما كانوا يعبدونه من دون الله من الموتى والقبور والمشاهد والطواغيت ونحوها، فأولئك عرفوا هذا المعنى وأنكروه، وهؤلاء جهلوا هذا المعنى وأنكروه، فلهذا تجده يقول: لا إله إلا الله, وهو يدعو مع الله غيره. سبب ذلك أن عرب الجاهلية هم أهل لغة القرآن الفصحاء، فلا يجهلون شيئا من معنى التوحيد الذي قرره. وأما هؤلاء الذين فشا فيهم اليوم شرك العبادة فليسوا من أهل ملكة هذه اللغة، وإنما يدينون بالاصطلاحات التي تلقاها بعضهم من بعض من كلامية وعامية. وإذا كان مثل الفخر الرازي من أكبر أئمة متكلميهم وأصولييهم أخطأ في فهم معنى الإله في تفسير قوله تعالى: (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) , فما الظن بمن دونه من علمائهم، دع عامتهم ودهماءهم؟ هل يستغرب منهم الجهل بأن من دعا ميتا أو صالحا حيا فيما لا يدعى فيه إلا الله, أو طاف بقبره ونذر له يكون عابدا له ومتخذا له إلها؟!!.
نام کتاب : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست