وقد شرح الله صدور كثير من العلماء لدعوته، وسروا واستبشروا بطلعته، وأثنوا عليه نثرا ونظما.
فمن ذلك ما قاله عالم صنعاء: محمد بن إسماعيل الأمير[1] في هذا الشيخ -رحمه الله تعالى-:
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه ... يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرا ما طوى كل جاهل ... ومبتدع منه فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادما ... مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها معنى سواع ومثله ... يغوث وود بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في سوحها من عقيرة ... أهلت لغير الله جهرا على عمد
وكم طائف حول القبور مقبل ... ومستلم الأركان منهن بالأيدي
وقال شيخنا عالم الأحساء أبو بكر حسين بن غنام -رحمه الله تعالى- فيه: 2
لقد رفع المولى به رتبة الهدى ... بوقت به يعلى الضلال ويرفع
سقاه نمير الفهم مولاه فارتوى ... وعام بتيار المعارف يقطع
فأحيا به التوحيد بعد اندراسه ... وأوهى به من مطلع الشرك مهيع
سما ذروة المجد التي ما ارتقى لها ... سواه ولا حاذى فناها سميذع
وشمر في منهاج سنة أحمد ... يشيد ويحيي ما تعفى ويرفع
يناظر بالآيات والسنة التي ... أمرنا إليها في التنازع نرجع
فأضحت به السمحاء يبسم ثغرها ... وأمسى محياها يضيء ويلمع [1] ولد بصنعاء سنة 1059 وتوفي في شعبان سنة 1182 وكان إماما جليلا, له المؤلفات الكثيرة النافعة, منها: سبل السلام شرح بلوغ المرام, ومنحة الغفار على ضوء النهار, والعدة على شرح العمدة لابن دقيق العيد, وشرح التنقيح في علوم الحديث.
2 قالها في رثاء الشيخ رحمه الله, وهي تسعة وثلاثون بيتا مذكورة بتمامها في كتاب "عنوان المجد في تاريخ نجد" في حوادث سنة 1206 (ج1 ص95) توفي ابن غنام سنة 1225 وله ترجمة في عنوان المجد (ج1 ص149) .