هذه الزيادة وهم من الراوي، لم يقل النبي صلي الله عليه وسلم "ولا يرقون"، وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم - وقد سئل عن الرقي -: " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه " [1] وقال: " لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا " [2] قال: وأيضا فقد رقى جبريل النبي صلي الله عليه وسلم ورقى النبي صلي الله عليه وسلم أصحابه[3] قال: والفرق بين الراقي والمسترقي: أن المسترقي سائل مستعط ملتفت إلى غير الله بقلبه، والراقي محسن. قال: وإنما المراد وصف السبعين ألفا بتمام التوكل; فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يكويهم. وكذا قال ابن القيم[4].
قوله: "ولا يكتوون" أي لا يسألون غيرهم أن يكويهم كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم; استسلاما للقضاء وتلذذا بالبلاء.
قلت: والظاهر أن قوله: "لا يكتوون" أعم من أن يسألوا ذلك أو يفعل ذلك باختيارهم. أما الكي في نفسه فجائز كما في الصحيح عن جابر بن عبد الله: " أن النبي صلي الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب طبيبا فقطع له عرقا وكواه "[5].
وفي صحيح البخاري عن أنس: 6 " أنه كوى من ذات الجنب[7] والنبي صلي الله عليه [1] رواه مسلم والإمام أحمد وابن ماجة عن جابر - رضي الله عنه -. [2] رواه مسلم وأبو داود عن عوف بن مالك. [3] رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم من السحر; كما في البخاري من حديث عائشة. وقد ثبت في البخاري وغيره رقى كثيرة من قول النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة وأنس وابن مسعود وغيرهم. [4] في قرة العيون: فتركوا الشرك رأسا, ولم ينزلوا حوائجهم بأحد فيسألونه الرقية فيما فوقها, وتركوا الكي وإن كان يراد للشفاء, والحامل لهم على ذلك قوة توكلهم على الله، وتفويضهم أمورهم إليه, وأن لا تتعلق قلوبهم بشيء سواه في ضمن ما دبره وقضاه. فلا يرغبون إلا إلى ربهم, ولا يرهبون إلا منه, ويعتقدون أن ما أصابهم بقدره واختياره لهم, فلا يفزعون إلا إليه وحده في كشف ضرهم. قال تعالى عن يعقوب عليه السلام: 12: 86 (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) . [5] مسلم: السلام (2207) , وأبو داود: الطب (3864) , وابن ماجه: الطب (3493) , وأحمد (3/315) .
6 مسلم: كتاب السلام (2207) (73) : باب لكل داء دواء واستحباب التداوي. [7] قال في النهاية: ((ذات الجنب: الدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وينفجر إلى داخل. وقلما يسلم صاحبها)) اهـ. ولعلها: السل والله أعلم.