responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت يوسف السعيد نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 251
{دَرَجَاتٍ} متفاوتة بحسب القرب والبعد حسبما تقتضيه الحكمة, فمن ضعيف وقوي وغني وفقير وخادم ومخدوم, وحاكم ومحكوم.
{لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً} : ليستعمل بعضهم بعضا في مصالحهم, ويستخدموهم في مهنهم, ويسخروهم في أشغالهم, حتى يتعايشوا, ويترادفوا, ويصلوا إلى مرافقهم, لا لكمال في الموسع عليه, ولا لنقص في المقتر عليه, ولو فرضنا ذلك إلى تدبيرهم لضاعوا وهلكوا, فإذا كانوا في تدبير خويصة أمرهم وما يصلحهم من متاع الدنيا الدنية وهو على طرف الثمام[1] بهذه الحالة, فما ظنهم بأنفسهم في تدبير أنفسهم[2], وفي تدبير أمر الدين, وهو أبعد من مناط العيوق, ومن أين لهم البحث عن أمر النبوة والتخير لها من يصلح لها ويقوم بأمرها.
وفي قوله تعالى: {نَحْنُ قَسَمْنَا ... } إلخ ما يزهد[3] في الانكباب على طلب الدنيا, ويعين على التوكل على الله عز وجل والانقطاع إليه جل جلاله.
فاعتبر "نحن قسمنا بينهم" ... تلقه حقا وبالحق نزل4
{وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} , أي: النبوة وما يتبعها من سعادة الدارين خير مما يجمعونه من حطام الدنيا الدنية, فالعظيم من رزق تلك الرحمة دون الحطام الدنيء الفاني.

[1] الثمام: جمع ثمامة وثُمة, وهي شجرة ضعيفة, فهو يقصد هنا أنه مع سهولة هذا الأمر الذي يشابه في ضعفه هذه الشجرة, فإنهم لا يستطيعونه, فكيف بما هو أشد منه وهو أمر النبوة؟!.
[2] في المخطوط "بأنفسهم".
[3] في المطبوع " ما يزيد".
4 هذا البيت أحد أبيات لامية ابن الوردي, وهي في ديوانه ص 328.
نام کتاب : فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية - ت يوسف السعيد نویسنده : الآلوسي، محمود شكري    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست