responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فضائح الباطنية نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 49
فَإِن قيل الاعادة غير معقولة والابتداء مَعْقُول إِذْ مَا عدم كَيفَ يعود قُلْنَا لنفهم الِابْتِدَاء حَتَّى نَبْنِي عَلَيْهِ الاعادة وَرَأى الْمُتَكَلِّمين فِيهِ أَن الِابْتِدَاء يخلق الْحَيَاة فِي جسم من الْأَجْسَام مَعَ ان الْحَيَاة عرض يَتَجَدَّد سَاعَة فساعة بِخلق الله تَعَالَى فَلَا يَسْتَحِيل على أصلهم الْإِمْسَاك عَن خلق الحياه مُدَّة فِي الْجِسْم ثمَّ يعود الى خلق الْحَيَاة كَمَا لَا يَسْتَحِيل خلق الْحَرَكَة بعد السّكُون والسواد بعد الْبيَاض وَرَأى الفلاسفة أَن قوام الْحَيَاة استعداد جسم مَخْصُوص بِنَوْع من الِاعْتِدَال الى الانفعال عَن النَّفس الَّتِي هِيَ جَوْهَر قَائِم بِنَفسِهِ غير متحيز وَلَا متجسم وَلَا هُوَ منطبع فِي جسم لَا علاقَة بَينه وَبَين الْجِسْم الا بِالْفِعْلِ فِيهِ وَلَا علاقَة بَين الْجِسْم وَبَينه الا بالانفعال عَنهُ وَمعنى الْمَوْت انْقِطَاع هَذِه العلاقة الفعلية بِبُطْلَان استعداد الْجِسْم فانه لَا يستعد للاننفعال الا إِذا كَانَ على مزاج مَخْصُوص كَمَا لَا يستعد الْحَدِيد لانطباع الصُّورَة المحسوسة فِيهِ اَوْ انعكاس الاشعة عَنهُ الا إِذا كَانَ على هَيْئَة مَخْصُوصَة فَإِذا بطلت تِلْكَ الْهَيْئَة لم ينفعل الْحَدِيد عَن الصُّورَة المحاذية لَهُ وَلم ينطبع فِيهِ فَإِذا كَانَ هَذَا مَذْهَبهم فالقادر على إِحْدَاث العلاقة بَين نفس لَا تتجسم وَلَا تخْتَص بمَكَان وَلَا تُوصَف بانها مُتَّصِلَة بالجسم وَلَا بِأَنَّهَا مُنْفَصِلَة عَنهُ وَبَين الْجِسْم الَّذِي لَا تناسبه بحقيقتها وَلَا تتصل بِهِ اتِّصَالًا محسوسا كَيفَ يعجز عَن اعادة تِلْكَ العلاقة وَالْعجب أَن اكثرهم جوزوا اثبات تِلْكَ العلاقة مَعَ جَسَد آخر على طَرِيق التناسخ فَلم لَا يجوز عودهَا الى جَسدهَا فان الْجَسَد الَّذِي فسد مزاجه لابعد فِي أَن يصلح مزاجه وتعاد تِلْكَ العلاقة ايه فَيكون هُوَ المُرَاد بالاعادة ويضاهي التيقظ بعد الْمَنَام فانه يُعِيد حَرَكَة الْحَواس وتذكر الْأُمُور السالفة

نام کتاب : فضائح الباطنية نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست