نام کتاب : فضائح الباطنية نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 81
فَهَذَا لَا تنَاقض فِيهِ فان قيل وَبِمَ عَرَفْتُمْ ان مَا وصلتم اليه علم مُتَعَلق بالمعلوم على مَا هُوَ بِهِ بل هُوَ جهل ظننتموه علما قُلْنَا وَلَو انكر الْعُلُوم الحسابية مُنكر فَمَاذَا يُقَال لَهُ اَوْ لَيْسَ يسفه فِي عقله وَيُقَال لَهُ هَذَا يدل على قلَّة بصيرتك بالحسابيات فَإِن النَّاظر فِي الهندسة اذا حصر الْمُقدمَات ورتبها على الشكل الْوَاجِب يحصل الْعلم بالنتيجة ضَرُورَة على وَجه لَا يتمارى فِيهِ فَهَكَذَا جَوَابنَا فِي المعقولات فان الْمُقدمَات النظرية اذا رتبت على شُرُوطهَا افادت الْعلم بالنتيجة على وَجه الارض لَا يتمارى فِيهِ وَيكون الْعلم الْمُسْتَفَاد من الْمُقدمَات بعد حُصُولهَا ضَرُورِيًّا كَالْعلمِ بالمقدمات الضرورية المنتجه لَهُ وَإِن اردنا أَن نكشف ذَلِك لمن قلت بضاعته فِي الْعُلُوم فَنَضْرِب لَهُ مِثَالا هندسيا ثمَّ نضرب لَهُ مِثَالا عقليا لينكشف لَهُ الغطاء وينجلي عَن عقيدته الخفاء اما الْمِثَال الهندسي فَهُوَ ان إقليدس رسم فِي مُصَنفه فِي الشكل الأول من الْمقَالة الأولى مثلثا وَادّعى انه متساوي الاضلاع وَلَا يعرف ذَلِك ببديهة الْعقل وَلكنه ادّعى انه يعرف بالبرهان نظرا وبرهانه بمقدمات (الاولى) ان الخطوط المستقيمة الْخَارِجَة من مَرْكَز الدائرة الى الْمُحِيط مُتَسَاوِيَة من كل جَانب وَهَذِه الْمُقدمَة ضَرُورِيَّة إِذْ الدائرة ترسم بالبركار على فتح وَاحِد وانما الْخط الْمُسْتَقيم من المركز الى الدائرة هوفتح البركار وَهُوَ وَاحِد فِي الجوانب
(الْمُقدمَة الثَّانِيَة) إِذا تَسَاوَت دائرتان بالخطوط المستقيمة من مركزهما الى محيطهما فالخطوط ايضا مُتَسَاوِيَة وَهَذِه أَيْضا ضَرُورِيَّة
(الْمُقدمَة الثَّالِثَة) أَن الْمسَاوِي للمساوي مسَاوٍ وَهَذِه ايضا ضَرُورِيَّة ثمَّ الْآن نشتغل بالمثلث ونشير الى خطين مِنْهُ ونقول إنَّهُمَا متساويان لانهما خطان مستقيمان خرجا من مَرْكَز دَائِرَة الى محيطها والخط الثَّالِث مثل لاحدهما لانه
نام کتاب : فضائح الباطنية نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 1 صفحه : 81