الشعراء على المدائح. وكذلك بغضهم لأصحاب الحديث وقد أبدلوا إزالة العقل بالخمر "بشيء سموه الحشيش والمعجون والغناء المحرم" سموه السماع والوجد والتعرض بالوجد المزيل للعقل كفى الله الشريعة شر هذه الطائفة الجامعة بين دهمثة (الليونة والسهولة يعني يلبسون فاخر الثياب ولينها) في اللبس وطيبة في العيش وخداع بألفاظ معسولة ليس تحتها سوى إهمال التكاليف وهجران الشرع ولذلك خفوا على القلوب ولا دلالة على أنهم أرباب باطل أوضح من محبة طباع الدنيا لهم كمحبتهم أرباب اللهو والمغنيات.
ثم استطرد ابن عقيل قائلاً: فان قال قائل هم أهل نظافة وحسن سمت وأخلاق قال فقلت لهم لو لم يصنعوا طريقة يجتذبون بها قلوب أمثالهم لم يدم لهم عيش والذي وصفتهم به رهبانية النصرانية. ولو رأيت نظافة أهل التطفيل على الموائد ومخانيث بغداد ودماثة المغنيات لعلمت أن طريقتهم طريقة الفكاهة والخداع وهل يخدع الناس إلا بطريقة أو لسان فإذا لم يكن للقوم قدم في العلم ولا طريقة فبماذا يجتذبون به قلوب أرباب الأموال، وأعلم أن حمل التكاليف صعب ولا أسهل