نام کتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن جلد : 1 صفحه : 209
الجنازة، والزيارة المبتدعة من جنس الأول. فإن نهيه عن اتخاذ القبور مساجد يتضمن النهي عن بناء المساجد عليها وعن قصد الصلاة عندها، وكلاهما منهي عنه باتفاق العلماء، فإنهم قد نهوا عن بناء المساجد على القبور، بل صرحوا بتحريم ذلك كما دل عليه النص.
واتفقوا أيضاً على أنه لا يشرع قصد الصلاة والدعاء عند القبور، ولم يقل أحد من أئمة المسلمين: أن الصلاة والدعاء عندها أفضل منه في المساجد الخالية، بل هو مكروه باتفاقهم.
والفقهاء قد ذكروا في تعليل كراهة [1] الصلاة في المقبرة علتين:
إحداهما [2] : نجاسة التراب؛ لاختلاطه بصديد الموتى، وقد ثبت في "الصحيح" أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان حائطاً لبني النجار، وكان فيه قبور من قبور المشركين، ونخل وخرب، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنخيل فقطعت، وبالخرب فسويت، وبالقبور فنبشت، وجعل النخل في صف القبلة [3] ، فلو كان تراب قبور المشركين نجساً لأمر بنقل ذلك التراب، فإنه لابد أن يختلط بغيره.
والعلة الثانية: ما في ذلك من مشابهة الكفار بالصلاة عند القبور [4] ؛ لما يفضي إليه من الشرك، وهذه العلة صحيحة باتفاقهم. [1] في (الأصل) : "كراهية" والمثبت من "م" و"ش" و"الاقتضاء". [2] في جميع النسخ: "أحدهما"، والمثبت من "الاقتضاء". [3] أخرجه البخاري في الصلاة باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية.. (ح/428) ،
ومسلم في المساجد باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم (ح/524) من حديث أنس
مرفوعاً. [4] في (المطبوعة) : "قبورهم" وهو تحريف.
نام کتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن جلد : 1 صفحه : 209