نام کتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن جلد : 1 صفحه : 225
ومن المعلوم أن اللعنة إنما تقع على من فعل ذلك الاتخاذ؛ لأنه من فعل اليهود والنصارى، فمن فعل فعلهم وقع به ما وقع بهم؛ لأنه من أعظم الذرائع الموصلة إلى الشرك، وهذا الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم ([1] اليهود والنصارى[1]) [1] على فعله قد وقع من كثير من هذه الأمة بعد القرون المفضلة.
قال القرطبي في معنى هذا الحديث: (وكل ذلك لقطع الذريعة [2] المؤدية إلى عبادة من فيها، كما كان السبب في عبادة الأصنام. قال: ولهذا بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم خافوا أن يتخذ قبره قبلة، إذ كان مستقبل المصلين، فتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فنبوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال، حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره) .
وفي "الصحيح" [3] عن ابن عباس رضي الله عنه [4] في قول [5] الله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعا} [6] الآية، قال: "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا/ أوحى الشيطان إلى قومهم أن
انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون عليها أنصاباً، وسموها بأسمائهم: ففعلوا ولم تُعْبد، حتى إذا هلك أولئك، ونسخ [7] العلم عبدت" [8] . [1] ما بين القوسين سقط من: "م" و"ش". [2] في "م" و"ش": "الذرائع". [3] في (الأصل) : "وفي الصحيحين" والمثبت من "م" و"ش"، وهو الصواب. [4] في "ش": "عنهما". [5] في "م" و"ش": "قوله تعالى ... ". [6] سورة نوح، الآية:23. [7] في (الأصل) زيادة: "ونسي"، والمثبت من "م" و"ش". [8] أخرجه البخاري في "التفسير": (ح/4920) عن ابن عباس.
نام کتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن جلد : 1 صفحه : 225