نام کتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن جلد : 1 صفحه : 230
السلام: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَه} [1] فأعظم ما سفهوه لأجله، وأنكروه هو التوحيد، [وهكذا] [2] تجد من عليه شبه من هؤلاء إذا رأى من يدعو إلى توحيد الله، وإخلاص الدين لله [3] ، وأن لا يعبد الإنسان [إلا الله] [4] ولا يتوكل إلا عليه، استهزؤا بذلك، لما عندهم من الشرك، وأنهم [5] اعتقدوا أن دعاء الميت الذي بني له المشهد والاستغاثة به أنفع لهم من دعاء الله والاستغاثة به في البيت الذي نبي لله عز وجل، ففضلوا البيت الذي بني لدعاء الميت.
وإذا كان لهذا وقف ولهذا وقف كان وقف الشرك أعظم عندهم منه [6] ، مضاهاة لمشركي العرب الذين ذكر الله حالهم في قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [7] .
وهكذا هذه النذور والوقوف التي تبذل عندهم للمشاهد أعظم مما تبذل عندهم للمساجد، ولعمَّار [8] المساجد، والجهاد في سبيل الله، وهؤلاء إذا قصد أحدهم القبر الذي يعظمه يبكي عنده ويخضع [9] ، ويدعو ويتضرع، [1] سورة الأعراف، الآية: 70. [2] ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش". [3] سقطت من "م" و"ش": "الله". [4] ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش". [5] في "م" و"ش": "فإنهم". [6] في "م": "من". [7] سورة الأنعام، الآية: 136. [8] في"الرد على البكري": "ولعمارة..". [9] في جميع النسخ: "بكى عند وخضع.."، والمثبت من "الرد على البكري".
نام کتاب : كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس نویسنده : آل الشيخ، عبد الرحمن بن حسن جلد : 1 صفحه : 230