المبحث الثامن: إثبات صفتي الرحمة والمغفرة
معنى الرحمة:
جاء في النهاية: في أسماء الله ـ تعالى ـ "الرحمن الرحيم" وهما اسمان مشتقان من الرحمة مثل ندمان ونديم، وهما من أبنية المبالغة، و"رحمن" أبلغ من "رحيم" و"الرحمن" خاص لله ـ تعالى ـ لا يسمى به غيره ولا يوصف. "والرحيم" يوصف به غير الله فيقال: رجل رحيم، ولا يقال: "رحمن" أ. هـ1.
وقال صاحب القاموس2: "الرحمة": الرقة والمغفرة والتعطف ... أ. هـ3.
قال العلامة ابن القيم: "وأما الرحمة فهي التعلق والسبب الذي بين الله وبين عباده فالتأليه عنهم له، والربوبية منه لهم، والرحمة سبب واصل بينه وبين عباده بها أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه، وبها هداهم، وبها أسكنهم دار ثوابه، وبها رزقهم وعافاهم، وأنعم عليهم فبينهم وبينه سبب العبودية وبينه وبينهم سبب الرحمة، واقتران ربوبيته برحمته كاقتران استوائه على عرشه فا {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 4. مطابق لقوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فإن شمول الربوبية وسعتها بحيث لا يخرج شيء عنها أقصى
1- 3/390.
2- هو: محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر أبو طاهر مجد الدين الفيروزأبادي كان من أئمة اللغة والأدب، ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وتوفي سنة سبع عشرة وثمانمائة هجرية. انظر ترجمته في "البدر الطالع" 2/280، كشف الظنون 2/1657.
3- القاموس "طه" 2/106.
4- سورة طه، آية: 5.