والرد على هذا يقال لهم: وكذلك الإرادة: ميل الإنسان إلى ما ينفعه ودفع ما يضره، والله منزه عن ذلك، فيضطرون إلى القول بأن للإنسان إرادة تليق به، وللرب إرادة تليق به، ومن خلال قولهم هذا يلزمهم أن يقولوا كذلك: في بقية الصفات من الرضا والمحبة والرحمة والغضب والكراهة، وإن لم يقولوا بهذا فإنهم وقعوا في التفريق بين صفات الله ـ تعالى ـ وليس في العقل ولا في السمع ما يدل على التفريق فلا يحل أن يثبت له بعض الصفات ـ سبحانه ـ وينفي عنه البعض1 الآخر مما أثبته لنفسه.
1- الرسالة التدمرية مع شرحها التحفة المهدية: 1/46 ـ 47.