{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} 1 الأيدي القوة أن يكون معنى قوله "بيدي" بقدرتي وقيل لهم: هذا التأويل فاسد من وجوه آخرها أن "الأيد" ليس بجمع لليد لأن جمع يد التي هي النعمة "أيادي" وإنما قال {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} فبطل بذلك أن يكون معنى قوله "بيديَّ" معنى قوله {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} وأيضاً فلو كان أراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذاهبهم لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فيكيف يثبتون قدرتين" اهـ 2.
وخلاصة القول مما تقدم في هذا المبحث أن لله ـ تعالى ـ يدين حقيقيتين تليقان بجلاله، وأن ما ورد في شأن اليد من الإمساك والطي والقبض والبسط والحثيات والخلق باليدين وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده، وكون المقسطين عن يمينه، وتخيير آدم بين ما في يديه وأخذ الصدقة بيمينه يربيها لصاحبها وأنه مسح ظهر آدم بيده إلى غير ذلك مما ورد في شأنها يدل دلالة واضحة على أنها يد حقيقة، كما أخبر بذلك ـ جل وعلا ـ وأن تأويلها بالقدرة، أو النعمة تأويل ظاهر البطلان 3.
1- سورة الذاريات آية: 47.
2- الإبانة ص35.
3- انظر مختصر الصواعق المرسلة 2/171.