شين، فقال ذلك الله عز وجل 1 فازهد في مدح من لا يزينك مدحه، وفي ذم من لا يشينك ذمه، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه، ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين، فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب.
قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} 2.
وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} اهـ 3.
والذي نخلص إليه مما تقدم أن الإنسان مأمور بأن يصفي وينقي عمله من جميع شوائب الشرك، وأن يفعل كل الطاعات على وجه الإخلاص ولا بد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فكل ما يفعله المسلم من القرب الواجبة والمستحبة كالإيمان بالله، ورسوله، والعبادات البدنية، والمالية، ومحبة الله ورسوله والإحسان إلى عباد الله بالنفع، والمال هو مأمور بأن يفعله خالصاً لله رب العالمين لا يطلب من مخلوق عليه جزاء لا دعاءاً ولا غير دعاء، فهذا مما لا يسوغ أن يطلب عليه جزاء لا دعاءاً ولا غير دعاء" 4.
1- رواه أحمد في المسند 3/488 من حديث الأقرع بن حابس، الترمذي 5/63 من حديث البراء بن مالك.
2- سورة الروم آية: 60.
3- الفوائد ص147 ـ 148 والآية رقم 4 من سورة السجدة.
4- مجموع الفتاوى 1/190.