تحتها تسندها ولا يدخل في حساب الخلق نجومها؟ وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} 1. فهو سبحانه قيوم السموات والأرضيين فلا قيام لهما ولا استقرار إلا به سبحانه وتعالى.
وأما خلق الأرض وما فيها من الجبال والهضاب والسهل والوعر والرمل والبحار والأنهار وما في باطنها من المعادن وغيرها من المنافع الظاهرة والباطنة التي تساعد الإنسان على بناء حياته لأدلة واضحة على إبداع الخلاق الحكيم ـ سبحانه وتعالى ـ وقد نبه الله عباده في غير ما آية إلى النظر والتفكر في الأرض. قال تعالى: {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} 2.
فالأرض مليئة بالعبر والعظات لأهل اليقين. قال تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} 3 أفلا ينظرون؟ من بسط الأرض ودحاها وجعلها بساطاً ممتداً في الطول والعرض {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً} 4 تثبت عليها الأقدام ويتقلب عليها الحيوان ويتمتع بخيراتها الإنسان؟ إنه الله ... فلا شيء يخلق نفسه.
وقد أثنى الله ـ تعالى ـ على عباده الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض، وبين الثمرة التي تحصل لهم نتيجة تفكرهم وتدبرهم في خلق السموات والأرض فقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ ِلأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} 5.
فتأمل أولي الألباب في خلق ربهم للسموات والأرض وما احتويا عليه من الآيات الدالة على قدرة الباري ـ سبحانه وتعالى ـ أكسبهم الثمرة المطلوبة وتلك الثمرة هي أنهم
1- سورة فاطر آية: 41.
2- سورة الذاريات آية: 20.
3- سورة الغاشية آية: 17 ـ 20.
4- سورة نوح آية: 20.
5- سورة آل عمران آية: 190 ـ 191.