responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر نویسنده : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    جلد : 1  صفحه : 423
يقول ـ تعالى ـ ذكره " {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ} يا محمد ربك، {وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} من الرسل {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} يقول لئن أشركت بالله شيئاً يا محمد ليبطلن عملك، ولا تنال به ثواباً ولا تدرك جزاء إلا جزاء من أشرك بالله وهذا من المؤخر الذي معناه التقديم، ومعنى الكلام:
ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وإلى الذين من قبلك، بمعنى وإلى الذين من قبلك من الرسل من ذلك، مثل الذي أوحي إليك منه فاحذر أن تشرك بالله شيئاً فتهلك، ومعنى قوله {وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين} ولتكونن من الهالكين بالإشراك بالله إن أشركت به شيئاً اهـ1.
ومثل هذه الآية في السورة {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} الآية.
قوله ـ تعالى ـ {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 2.
وهذا تشديد لأمر الشرك وتغليظ لشأنه وتعظيم لملابسته3.
ولقد حذر الله من الشرك وبين عاقبته السيئة في مواضع كثيرة من كتابه.
قال تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 4.
قال ابن كثير: "أخبر ـ تعالى ـ أنه لا يغفر أن يشرك به، أي: لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ويغفر ما دون ذلك أي: من الذنوب لمن يشاء من عباده" اهـ5 "فتبين بهذا أن الشرك أعظم الذنوب لأن الله ـ تعالى ـ أخبر أنه لا يغفره أي إلا بالتوبة منه، وما عداه فهو داخل تحت مشيئة الله إن شاء غفره بلا توبة، وإن شاء عذب به وهذا يوجب للعبد شدة الخوف من "هذا الذنب الذي هذا شأنه عند الله"6 وقال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} 7.

1- جامع البيان 24/24.
2- سورة الأنعام آية: 88.
3- تفسير ابن كثير 3/63.
4- سورة النساء آية: 48.
5- تفسير القرآن العظيم 2/308.
6- تيسير العزيز الحميد ص90 ـ 91.
7- سورة المائدة آية: 72.
نام کتاب : مباحث العقيدة في سورة الزمر نویسنده : ناصر بن علي عائض حسن الشيخ    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست